واصلت أسعار النفط تسجيل مكاسب قوية خلال تعاملات يوم الإثنين، مدعومة بحالة من الترقب في الأسواق العالمية لتوازنات العرض والطلب، في ظل مؤشرات على تباطؤ نشاط التنقيب في الولايات المتحدة، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد تشديد واشنطن إجراءاتها ضد ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات قرب السواحل الفنزويلية.
أسعار النفط اليوم
وارتفعت أسعار النفط اليوم للعقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير بنسبة 2.55%، بما يعادل 1.53 دولار، لتسجل نحو 62 دولارًا للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 2.65% أو 1.49 دولار، لتصل إلى 58.01 دولار للبرميل، وسط تعاملات اتسمت بزيادة شهية المخاطرة في أسواق الطاقة.
وجاء صعود أسعار النفط اليوم في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن ملاحقة القوات الأمريكية لناقلة نفط خاضعة للعقوبات في المياه الدولية قرب فنزويلا، في خطوة قد تمثل ثالث عملية مصادرة خلال أقل من أسبوعين في حال نجاحها، ما عزز المخاوف بشأن الإمدادات الفنزويلية للأسواق العالمية.
أسباب ارتفاع أسعار النفط اليوم
وفي هذا السياق، قال جون جوه، كبير محللي سوق النفط في شركة “سبارتا كوموديتيز”، إن الأسواق بدأت تستوعب تشدد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه تجارة النفط الفنزويلي، وهو ما منح الأسعار دفعة صعودية واضحة، مع إعادة تسعير المخاطر الجيوسياسية في المنطقة.

وعلى صعيد المعروض الأمريكي، أظهرت بيانات شركة “بيكر هيوز” الصادرة يوم الجمعة، تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 8 منصات ليصل إلى 406 منصات خلال الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر، وهو ما اعتبره محللون إشارة إضافية لاحتمال تباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي خلال الفترة المقبلة.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت الأسبوع الماضي عقوبات جديدة مرتبطة بفنزويلا طالت سبعة أشخاص، في وقت صعّد فيه الرئيس ترامب لهجته تجاه الدولة اللاتينية، مؤكدًا أنه لا يستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري مع تصاعد التوترات، الأمر الذي ألقى بظلاله على أسواق الطاقة العالمية.
توقعات أسعار النفط 2026
وفي سياق، أصدر بنك باركليز توقعاته لمتوسط أسعار النفط خلال عام 2026 عند 65 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى احتمال تسجيل فائض في المعروض النفطي خلال العام المقبل.
وأوضح البنك، في مذكرة حديثة نقلتها وكالة رويترز، أن فائض المعروض قد يبلغ نحو 1.9 مليون برميل يوميًا، رغم أن مستويات المخزونات لا تزال منخفضة وتشهد مفاجآت متكررة بتراجعها، مشيرًا إلى أن انخفاض الطاقة الإنتاجية الفائضة واستمرار التوترات الجيوسياسية يشكلان عوامل متباينة قد تدفع الأسعار للصعود، في حين يمثل التباطؤ المحتمل في الطلب الدوري الخطر الرئيسي الذي قد يضغط على الأسعار نزولًا.
ولفت البنك إلى أن تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاءها وفي مقدمتهم روسيا، قد يتدخل لضبط السوق في حال تدهورت العوامل الأساسية.
ويخطط التحالف، بحسب تقديرات واسعة النطاق، لتعليق زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026، في ظل توقعات بوجود تخمة في المعروض، رغم أن بيانات سابقة صادرة عن أوبك أشارت إلى تقارب محتمل بين العرض والطلب خلال العام نفسه، وهو ما يتناقض مع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة ومؤسسات أخرى ترجح حدوث فائض كبير.


















