حققت البنية التحتية العراقية خطوة نوعية على طريق تحويل البلاد إلى مركز لوجستي إقليمي وعالمي، مع الإعلان عن اكتمال إنزال القطعة العاشرة من النفق المغمور الذي يربط ميناء الفاو الكبير بالطريق الدولي.
ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويمتد تحت قاع خور الزبير ليصل بين شبه جزيرة الفاو وناحية أم قصر بمحافظة البصرة، مسلطًا الضوء على الرؤية الطموحة للعراق في تعزيز شبكات النقل البرية والبحرية وربط موانئه بالممرات الدولية.
ما هو مشروع النفق المغمور في العراق؟
وبحسب المعلن من قبل الحكومة السعودية، فإن مشروع النفق المغمور في العراق دخل مرحلته الحاسمة، أمس، بعد أن بلغ الطول الإجمالي للأجزاء المنجزة 2192 مترًا، بينما لا تزال الفرق الهندسية تعمل على استكمال القطعتين الثامنة والتاسعة لإغلاق الهيكل الخرساني.
وأكد مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق، فرحان الفرطوسي، أن الأعمال نفذت باستخدام أحدث التقنيات العالمية وتحت إشراف استشاري إيطالي متخصص، لضمان متانة البناء ومواجهة التحديات البيئية والمائية في المنطقة.

ويمتاز النفق بأبعاد هندسية استثنائية، حيث يبلغ طوله الإجمالي مع الطرق المؤدية إليه 2444 مترًا، بينما يصل الطول المغمور تحت مياه خور الزبير إلى 1266 مترًا بعرض 80 مترًا، فيما جري الاعتماد على تقنية القطع المغمورة، والتي تتضمن تصنيع قطع خرسانية ضخمة تزن الواحدة منها حوالي 45 ألف طن على اليابسة، ثم سحبها وتغطيسها في خندق بحري يزيد عمقه عن 30 مترًا، مع الحفاظ على ارتفاع صافٍ يبلغ 18 مترًا فوق سطح النفق لتأمين حركة السفن التجارية.
أين يقع مشروع النفق المغمور؟
ويعد النفق المغمور جزءًا رئيسيًا من “طريق التنمية” العملاق الذي يسعى لإنشاء ممر بري وسككي يربط الخليج العربي بالحدود التركية، ما يسهم في تقليص المسافة بين طرفي النفق من مسار دائري يبلغ 200 كيلومتر إلى مسار مباشر بطول 62 كيلومترًا، ويتيح عبور النفق خلال 35 دقيقة فقط.
ومن المتوقع أن يعزز هذا المشروع من كفاءة النقل ويحفز الاقتصاد الوطني عبر تسهيل نقل البضائع من ميناء الفاو الكبير إلى الأسواق العراقية والدولية، وخلق نحو 150 ألف فرصة عمل جديدة في المدن الواقعة على مسار الطريق الدولي.
ويمثل المشروع خطوة استراتيجية للعراق على الصعيد الجيوسياسي، إذ يعزز موقع البلاد كبوابة حيوية تربط آسيا بأوروبا عبر موانئ الخليج، ويجذب اهتمامًا إقليميًا من دول الجوار، بما يجعل العراق لاعبًا رئيسيًا في شبكات النقل العابر للحدود ويسهم في تطوير البنية التحتية التجارية واللوجستية للمنطقة.



















