في خضمّ شهر رمضان المبارك، يتربع الفول المدمس على عرش مائدة السحور المصرية، حكايةٌ تُروى كل عامٍ بنكهةٍ مميزة.
تبدأ رحلة الفول من حبيباتٍ صغيرةٍ تُنقع ليلةً كاملةً في حضن الدماسة، حالمةً بأن تُصبح وجبةً شهية تُزين موائد الصائمين.
عمل الفول المدمس
![](https://www.aswaq.news/wp-content/uploads/39663-الفول-المدمس-300x200.jpeg)
تُوقظ شمس الصباح الفول من سباته، فتُضاف إليه حبيبات الأرز الناصعة، وجزرةٌ ذهبيةٌ، وطماطمٌ حمراءُ تُضفي بريقًا على لون الفول. تنبعث رائحةٌ زكيةٌ من القدر، ممزوجةً بنكهة الكركم المُختارة بعناية، وبصلٍ مبشورٍ يُضفي لمسةً سحريةً على الطبق.
يُغمر الفول بماءٍ مغلي، كأنّه ينهل من ينابيع الحياة، ثمّ يُغطى بعنايةٍ ليحافظ على دفئه وسحره. تنخفض النار، وتبدأ رحلة التدميس، فتتراقص حبات الفول مع بعضها البعض، تاركةً وراءها لونًا فاتحًا يدوم طويلاً، بفضل لمسة الشيف مي صيام السحرية.
تُزال نصف ليمونةٍ من حضن الفول، تاركةً عبقها يفوح في أرجاء المطبخ. يخرج الفول من الحلة، حاملًا معه حكايةً من النكهات والألوان، ليُهرس بعنايةٍ ويُقدم على المائدة، مُزينًا بأوراق الكزبرة الخضراء، وزيت الزيتون الذهبي.
تُحكى حكاية الفول المدمس على كل مائدة، حكايةٌ عن صبرٍ ونكهةٍ مميزة، حكايةٌ تُخلّد ذكرى رمضان المبارك في كل عام.